لقد ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن بقية المخلوقات بنعمة العقل والتفكير والقدرة على التعلم والحفظ، ولطالما كان العلم والابتكار بوصلة التقدم البشري، وهو الأساس القوي الذي تُبنى من خلاله حضارات الأمم نحو آفاق أوسع، ومن رحم الحاجة والابتكار وإطلاق الفكر يولد الإبداع مخلفًا الاكتشافات والاختراعات التي تعود على حياتنا اليومية بالنفع الكبير وتسهيل القيام بالمهام المختلفة وتوفير الوقت والجهد وإطلاق البصيرة لأفكار متجددة والمزيد من التقدم والازدهار وبناء مجتمعات قوية ومتحضرة وواعية.
في هذا المقال سوف
نتكلم عن الاكتشاف والاختراع، ما المقصود بكلا المفهومين وما هي خصائصهما، وما
الفرق بين الاكتشاف والاختراع، مع توضيحه بالأمثلة التي تبسط معرفة الفرق بينهما، وما
هي أهميتهما في حياتنا، والعلاقة بين الاكتشاف والاختراع.
ما هو الاكتشاف؟
الاكتشاف (Discovery)
هو عملية الكشف عن شيء موجود بالفعل، لكنه لم يكن معروفًا للناس من قبل. قد يكون
الاكتشاف غير مادي، مثل ظاهرة طبيعية أو نظرية علمية جديدة، وقد يكون الاكتشاف
شيئًا ماديًا، مثل اكتشاف حجر طبيعي نادر، أو اكتشاف كوكب جديد غير معروف من قبل،
أهم ما يميز الاكتشاف هو اعتماده على التجربة والملاحظة.
خصائص الاكتشاف:
للاكتشاف خصائص معينة لا يتم إطلاق معرفة شيء ما على أنه اكتشاف إلا بتوفر هذه الخصائص وهي:
- الكشف عن الموجود: يُركز الاكتشاف على الكشف عن أشياء موجودة أصلًا في السابق بحياتنا، لكن لم يتم الوصول إليها أو فهمها قبل.
- التركيز على الفهم: يهدف الاكتشاف إلى فهم العالم من حولنا ودراسته، وكيف تعمل الأشياء وتتفاعل مع بعضها البعض.
- التجربة والملاحظة: عملية الاكتشاف تعتمد بشكل كبير على التجربة والملاحظة، سواءً بشكل مباشر أو من خلال أدوات متقدمة.
- اكتشاف الجاذبية: إسحاق نيوتن لم يكن أول من انتبه لسقوط التفاحة على الأرض، لكنه كان أول من فسّر هذه الظاهرة من خلال قانون الجاذبية واعتماده.
- اكتشاف بنية الحمض النووي: اكتشف جيمس واتسون وفرانسيس كريك بنية الحمض النووي وقاما بالكشف عن تركيبة جزيء موجود أصلًا في أجسامنا منذ أن خلقنا الله، لكن لم تكن معروفة مسبقًا.
- اكتشاف أمريكا: بعد الملاحظة وتوسيع المعرفة الجغرافية اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا من منظور الحضارة الأوروبية، ولكن قارة أمريكا هي موجودة بالأصل، لكن لم يطأُها أحدٌ من قبل.
ما هو الاختراع؟
الاختراع (Invention)
هو عملية إيجاد وابتكار شيء جديد لم يكن موجودًا في السابق، بواسطة أفراد أو
مجموعات بشكل مشترك، قد يكون الاختراع أداة أو برنامج أو جهاز لتقديم خدمة أو منتج
معين أو حتى فكرة معنوية جديدة قابلة للتطبيق والاستفادة منها.
خصائص الاختراع:
- خلق الجديد: أهم ما يميز الاختراع عن الاكتشاف هو خلق شيء جديد لم يكن موجودًا في السابق.
- الابتكار والإبداع: يدخل في الاختراع عنصر الإبداع والابتكار لتصميم وبناء شيء جديد.
- التركيز على التطبيق: الهدف من الاختراع هو حل مشكلة أو تحسين أداء أو تلبية حاجة معينة.
أمثلة على الاختراعات:
- اختراع الهاتف: بواسطة ألكسندر جراهام بيل، الذي سمح للناس التواصل عن بعد مع بعضهم البعض.
- اختراع الإنترنت: لم يكن الإنترنت متواجدًا في حياتنا، تم إيجاده من قبل مجموعة من العلماء والمهندسين المختصين لمدة من الزمن، مما سهل التواصل وتبادل المعلومات بين الناس.
- اختراع المصباح الكهربائي: بواسطة توماس إديسون تم اختراع المصباح الكهربائي الذي كان بمثابة ثورة في عالم الفيزياء حيث أدى لحل مشكلة الإضاءة وتميز بالابتكار لشيء جديد ومفيد.
ما الفرق بين الاكتشاف والاختراع؟
كما مرَّ معنا أن
الاكتشاف والاختراع هما عنصران أساسيان في عملية الابتكار ولا يمكن فصلهما عن بعض
لأن كلًّا منهما مكمل للآخر، إلّا أن هناك فروقات جوهرية بين الاكتشاف والاختراع
من عدة نواحي سنبينها لكم بشكل مبسط وملخص من خلال الجدول التالي:
ما هي العلاقة المشتركة بين الاكتشاف والاختراع؟
هناك علاقة تكاملية بين الاكتشاف والاختراع، حيث أنهما يشكلان معًا قوة دافعة لتقدم الحضارة الإنسانية، وهما عنصران أساسيان في الابتكار، وكلاهما يهدف إلى جعل المستقبل أسهل وأكثر تطورًا وازدهارًا، فالاختراع يساهم في توسيع نطاق المعرفة، مما يتيح المزيد من الاكتشافات، والاكتشاف يُشكل الأساس الذي يُبنى عليه الاختراع.
أخيرًا يتبين لنا أن
الاكتشاف والاختراع عنصران أساسيان في التطوير والابتكار ومن المهم وجودهما
واستمرار وجودهما في حياتنا، واستعرضنا معكم تعريف وخصائص كل منهما وأمثلة توضيحية
لمعرفة الفرق بينهما والعلاقة التي تربط الاكتشاف بالاختراع.
وفي الختام نأمل
أن يكون المقال قد أجاب على تساؤلاتكم عن الفرق بين الاكتشاف والاختراع وساهم في
زيادة معرفتكم حول هذين المصطلحين وأهميتهما في حياتنا.