ما الفرق بين العلم والمعرفة ؟

لربما كثير منا قد تبادر إلى ذهنه ذات مرة هذا السؤال؛ هل العلم هو نفسه المعرفة؟ أم هناك فرق بينهما؟ وفي حال وجود اختلاف بينهما فما هو؟ 

الإجابة على هذه الأسئلة مهمة؛ لأنها تساعدنا على فهم العالم من حولنا بشكل أفضل. فالعلم والمعرفة هما من المفاهيم الأساسية التي تُبنى عليهما حضارة المجتمع والإنسانية وتحسين الرؤية للأمور من حولنا واكتشاف العالم بشكل مختلف.

على سبيل المثال، يساعدنا العلم على فهم الظواهر الطبيعية والقوانين التي تحكمها، مما يسهم في تطوير تقنيات وتطبيقات جديدة تخدم الإنسان. كما يساعدنا العلم على حل المشكلات التي تواجه الإنسان، مثل مشكلة تغير المناخ ومشاكل الفقر والبطالة.

دعونا نتعرف في هذا المقال على كلِّ منهما ونوضح الفرق والعلاقة بينهما فابقوا معنا...

بالرغم من أن مصطلح العلم والمعرفة يشيران إلى مقدار ما تكتسبه من معلومات، إلا أن هناك فرق بينهما والفارق أنّ المعرفة تكون أوسع وأشمل، أما العلم فهو يتخصص في مجال من العلوم؛ فقد يكتسب الفرد المعرفة حول عدد من المواضيع أو العلوم، 

لكن العلم يعني أنك تفهم في تخصص معين بحد ذاته وتزداد تعلمًا وخبرة فيه، كما أن العلم يبنى على الملاحظة والتجربة ويتعامل مع مبادئ علمية قابلة للقياس، أما المعرفة فهي مطلقة ولا حدود لها وهي تراكم العلوم بمختلف مجالاتها على مر الزمن، ومجموع الأمور المكتشفة والتي تم إدراكها وفهمها خلال دراستها.

وفيما يلي يمكننا تعريف العلم والمعرفة بشكل أعمق: 

تعريف العلم

يعرف العلم بأنه مجموعة من المعارف والنظريات التي تم الحصول عليها من خلال البحث العلمي، والتي تستند إلى قواعد وأسس علمية محددة. وتشمل هذه المعارف النظريات والفرضيات والبيانات والنتائج. ويهدف العلم إلى تفسير الظواهر الطبيعية والقوانين التي تحكمها، وتطوير تقنيات وتطبيقات جديدة تخدم الإنسان.

تعريف المعرفة

تعرف المعرفة بأنها مجموع المعلومات والفهم الذي يمتلكه الفرد عن شيء ما. هذه المعلومات يمكن أن تكون محددة أو عامة، ويمكن أن تكون صحيحة أو غير صحيحة. يمكن اكتساب المعرفة من خلال مجموعة متنوعة من المصادر، مثل التعليم، والخبرة، والقراءة والتواصل مع الآخرين.

الفرق بين العلم والمعرفة

يمكن تلخيص الفرق بين العلم والمعرفة في النقاط التالية:

• العلم يكون بالاكتساب أما المعرفة فتكون بالإدراك.
• العلم مجموعة من المعارف، أما المعرفة هي مجموعة المعلومات والفهم.
• العلم مرتبط بأحوال الشيء وصفاته، أما المعرفة فترتبط بذات الشيء.
• العلم ضد الجهل، أما المعرفة فهي ضد الإنكار والجحود.
• العلم يتعلق بالأمور بشكل إجمالي، بينما المعرفة تكون بعلم الشيء بشكل مُفصّل.
• المعرفة لها إفادة كبيرة بالنسبة للعلم؛ فهي تميّز العلوم عن بعضها البعض.

أمثلة على العلم والمعرفة

• مثال على العلم هو نظرية الجاذبية التي وضعها العالم إسحق نيوتن.
  
• مثال على المعرفة هو اسم رئيس بلدك.
  
• مثال على العلم هي النظرية النسبية التي وضعها العالم ألبرت أينشتاين.
  
• مثال على المعرفة هو معرفة كيفية قيادة سيارة.

أهمية العلم والمعرفة

للعلم والمعرفة أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فمن خلالهما يستطيع الإنسان تجاوز الصعوبات وإدارة الأمور الحياتية التي يمر بها ويساهم العلم في تطوير حضارة الفرد والمجتمع وتقدمه من خلال توفير الإطار النظري الذي يستند عليه في فهم العالم من حوله. 

ويساهم العلم أيضًا في تحسين واقع الإنسان ومستوى معيشته، واكتشاف العالم من حوله ودفعه تجاه الإبداع والابتكار وتطوير تقنيات وتطبيقات جديدة تخدمه والمجتمع من حوله، مثل التكنولوجيا الطبية والطاقة المتجددة.

تتجلى أهمية العلم أيضًا في حل المشكلات التي تواجه الإنسان، مثل مشكلة تغير المناخ ومشاكل الفقر والبطالة. وتوفر المعرفة المعلومات والفهم اللازمين للتطبيق العملي للعلم في حل هذه المشكلات.

أمثلة محددة على العلم والمعرفة

فيما يلي بعض الأمثلة المحددة على العلم والمعرفة، مع شرح كيفية تطبيقها في الحياة اليومية: 

• مثال على العلم هي نظرية الجاذبية التي وضعها العالم إسحق نيوتن. تصف هذه النظرية كيفية جذب الأجسام لبعضها البعض. يمكن استخدام هذه المعرفة لتصميم أشياء مثل السدود والبناء.
• مثال على المعرفة هو معرفة كيفية قيادة السيارة. هذه المعرفة هي مجموعة من المعلومات والمهارات التي تسمح للشخص بتشغيل السيارة بأمان. يمكن استخدام هذه العرفة للتنقل في أي مكان وإنجاز مهامك.
• مثال على العلم هي نظرية التطور التي وضعها العالم تشارلز داروين. تصف هذه النظرية كيف تتغير الكائنات الحية بمرور الوقت. يمكن استخدام هذه المعرفة لفهم التنوع البيولوجي وتطوير الأدوية.
• مثال على المعرفة هي معرفة كيفية تحضير وجبة طعام. هذه المعرفة هي مجموعة من المعلومات والمهارات التي تسمح للشخص بإعداد الطعام. يمكن استخدام هذه المعرفة لتوفير الغذاء للجسم والتمتع بالطعام. 

في الختام، يمكن القول إن العلم والمعرفة هما من أهم المفاهيم التي تساهم في تقدم الحضارة الإنسانية وتحسين جودة حياة الإنسان. فالعلم يوفر الإطار النظري الذي يستند عليه الإنسان في فهم العالم من حوله، بينما توفر المعرفة المعلومات والفهم اللازمين للتطبيق العملي للعلم في حل المشكلات التي تواجه الإنسان.

ولعل من أهم الأمثلة على العلاقة بين العلم والمعرفة هي العلاقة بين نظرية الجاذبية وبناء السدود. فلولا نظرية الجاذبية لما تمكن المهندسون من بناء السدود التي تحمي المدن من الفيضانات. وكذلك، فلولا معرفة كيفية قيادة السيارة لما تمكن الناس من التنقل والوصول إلى أماكن عملهم ومنازلهم. وهكذا، فإن العلم والمعرفة يتكاملان ويكملان بعضهما البعض.