خلق الله تبارك وتعالى جميع مخلوقاته في دقة متناهية وميز الإنسان عما سواه من المخلوقات بالعقل والحكمة والتفكر الذي يوصله إلى الحقيقة فقد أنزل الله كل الرسالات السماوية وبعث كل نبي ورسول بشريعة من الشرائع في كل زمان لتبليغ من حولهم ودعوتهم للإسلام وهدايتهم إلى طريق الحق الواضح البَيّن وقد قال تعالى مبينًا ذلك: }إن الدين عند الله الإسلام{ ]آل عمران: 19[،
وكان آخر الرسل النور المبين خاتم الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه الله سبحانه وتعالى لِيُبَلّغ الرسالة من الله تعالى لعباده ويعلمهم دينهم والتأكيد على وحدانية الله والتنبيه من خطورة الإشراك به -والعياذ بالله- ،
ومما لا شك فيه أن
الإيمان هو اللبنة التي تقوي عماد الدين وأركانه وتسمو بصاحب الدين إلى اليقين
الذي يوصله إلى الله تبارك وتعالى وقد قال في كتابه العزيز (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم
يوقنون) ]البقرة: 4[.
ولكن ربما يخطر في بالك
ما الفرق بين المسلم والمؤمن؟ في هذا المقال سوف نسرد لكم معنى كل من المسلم والمؤمن
والفرق بينهما، فابقوا معنا...
معنى المسلم:
المسلم هو الذي يشهد أنَّهُ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله ويؤدي أركان الإسلام التي جاءت في الحديث النبوي (عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الإسلام على خمس شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) رواه البخاري ومسلم.
معنى المؤمن:
هو الإنسان المسلم الذي يؤمن بالله ورسوله وبالآخرة وبجميع ركائز الإسلام والمؤمن يتصرف وفقًا لمبادئ الدين من قيم وأخلاق ومعاملات تتماشى مع شريعة الإسلام وقد جاء في الحديث الشريف المنقول عن جبريل عليه السلام، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قال أخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم آخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) متفق عليه.
الفرق بين المسلم والمؤمن:
بمجرد دخول المرء في دين الإسلام ينطق بالشهادتين فيعد حينئذٍ مسلمًا ويترتب عليه تحقيق بقية أركان الإسلام،
أما لكي يُصبح الإنسان مؤمنًا فيتطلب الأمر أن يعتقد القلب اعتقادًا صادقًا لأركان الإيمان،
فالإيمان ما وقر في القلب وصدّقه القول والعمل.
فالمؤمن يقوم بجميع الأعمال التي تقربه إلى الله فالإيمان بضع وسبعون شعبة، ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيمانًا في قوله تعالى }وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم{ ]البقرة: 143[
والمسلم هو الذي يتبع ما جاء به دين محمد صلى الله عليه وسلم ويكل الأحكام والتشريعات التي حملها هذا الدين الإسلامي فيتبع ما جاء به النبي وينتهي عما نهاه فقد قال تعالى }وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب{ ]الحشر: 7[
وعند ورود لفظ المؤمن والمسلم معًا يعني أن الإيمان يراد به الأعمال الباطنة وهي إقرار القلب وعمله كالإيمان بالله تعالى وحبه ورجائه سبحانه وتعالى والإخلاص له والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
أما المسلم فهو الذي يقوم بالأعمال الظاهرة من قول اللسان وعمل الجوارح كالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، والتي يصحبها الإيمان القلبي، وقد لا يصحبها؛ فيكون منافقًا أو مسلمًا ضعيف الإيمان، والإنسان لا يصل إلى الإيمان إلا إذا حقق الإسلام،
فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن؛ فالإيمان تمام الطاعة من حيث تأدية الواجبات وترك المنكرات ويسمى من حقق ذلك مؤمنًا، وإذا أدى المسلم وجباته سُمِّي مُسلمًا ومُؤمنًا.
وفي نهاية المقال يتبين أن المسلم هو الذي يعتنق دين الإسلام ويؤدي الواجبات الأساسية للدين بينما المؤمن هو الذي يعكس قوة إيمانه في حياته بالامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.