ما الفرق بين الحج والعمرة؟

الحج والعمرة هما اثنان من أهم الركائز والشعائر في الإسلام ويقوم بأدائهما المسلمون لنيل الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، حيث تُشدُّ الرحال إلى أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة

على الرغم من تشابه الحج والعُمرة في بعض الجوانب إلا أنَّ هناك اختلافات كبيرة تميز كل واحدة منهما.

في هذا المقال سوف نتعرف على أبرز الفروق بين الحج والعمرة من حيث الوجوب والأهمية والتوقيت والأعمال الواجبة والمناسك، فابقوا معنا

ما هو الحَجّ؟

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لقوله تعالى: (ولله على الناس حِج البيت من استطاع إليه سبيلًا) [آل عمران:97] ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضانرواه البخاري ومسلم، وقد فُرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة.

حيث يلبي المسلمون نداء ربهم بالحج إلى بيت الله الحرام في وقت واحد ومكان واحد، وهي رحلة تشمل سلسلة من الأركان والواجبات والسنن التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن تعقب أصول بعضها إلى نبي الله إبراهيم وفقًا للقرآن الكريم؛ 

ففي إحدى المرات وُجِب على نبي الله إبراهيم -عليه السلام- ترك زوجته هاجر وابنه إسماعيل -عليه السلام- لوحدهم في صحراء مكة على تحمله في يديها وهو رضيع ليلبي نداء ربه، فلمّا كانت تبحث عن الغذاء والماء ظلّت تسعى بين جبلين وهما "الصفا والمروة" وهذا الحدث -السعي بين الصفا والمروة- يمثل جزءًا مهمًا من مناسك الحج والعُمرة التي يؤديها المسلمون أثناء تأديتهما .


والحج لا يجب على المُكلف إلّا إذا توفرت فيه الشروط المعينة التالية:

  1. الإسلام؛ فإن غير المسلم لا يجب عليه الحج وإن حج فلا تصح حجته.
  2. التكليف؛ وهو أن يكون المسلم عاقلًا بالغًا.
  3. الاستطاعة؛ وتكون في المال والبدن، بأن يكون لديه المال الكافي الذي يمكنه من السفر، ويكون صحيح البدن غير عاجز عن أداء المناسك، فلو توفرت الاستطاعة وجب عليه الحج، وإن كان غير قادر لا بالمال ولا بالبدن ففي هذه الحالة لا يجب عليه الحج؛ لعدم الاستطاعة.
  4. وجود المُحرَم للمرأة


تعريف العُمرة

العمرة لغةً: الزيارة أو القصد، وشرعًا: زيارة بيت الله الحرام على وجه الخصوص، وتعتبر العُمرة حج أصغر، ويمكن أداؤها في أي وقت خلال العام.

والعمرة واجبةٌ مع القدرة عليها في العمر مرة واحدة على الصحيح من أقوال العلماء، وهي تُطهر الحاج وتعفيه من ذنوبه وأخطائه السابقة.

 

الفرق بين الحج والعُمرة

رغم أن الحج والعمرة يشغلان مكانة مهمة في الإسلام ويُؤدى كل منهما في الكعبة المشرفة إلا أنهما يتميزان بفروق كبيرة من حيث الأهمية والأركان والواجبات.

هناك عدة أسباب تجعل هاتين الرحلتين المقدستين مختلفتين عن بعضهما البعض. ومن بين هذه الأسباب الرئيسية:

الأهمية:

في الإسلام يأخذ الحج مكانة عظيمة جدًا فهو ركن من أركان الإسلام وهو واجب على كل مسلم بالغ، عاقل، قادر ماديًا وصحيًا على الأداء، بينما العمرة هي سُنّة مؤكّدة أو واجبة على خلاف في أقوال العلماء، وتعبر العمرة هي الحجّ الأصغر.


أركان الحج والعمرة:

في الحج هناك أربعة أركان أساسية يجب أداؤها: الإحرام، السعي، الوقوف بعرفات، وطواف الإفاضة. بينما العمرة تتضمن الإحرام والطواف والسعي وحلق الشعر أو قصه ولكنها لا تتضمن وقفًا بعرفات أو رمي الجمرات.

أما أركان العمرة فهي:

الركن الأول للعمرة هو الإحرام وهو الحالة المقدسة التي يجب على الحاج دخولها قبل بدء رحلته المقدسة.

الركن الثاني هو الطواف حيث يدور الحاج حول الكعبة المشرفة في اتجاه عكس عقارب الساعة.

الركن الثالث هو السعي ويشمل المشي بين جبلي الصفا والمروة بطقوس معينة ويمثل هذا الفعل صراع الحياة اليومية.

الركن الأخير هو التحلل وهو اللحظة التي يتم فيها إنهاء الحالة المقدسة للعمرة بعد إتمام جميع الطقوس ويتضمن ذلك حلق رؤوس الحجاج.

الأعمال الواجبة:

أثناء العمرة يُقوم المسلم بإحرام نفسه ويؤدي الطواف والسعي وحلق الشعر أو قصه. في حين أن الحج يتضمن مجموعة أوسع من الأعمال الواجبة تشمل الإحرام، والوقوف بعرفات، والليل في مزدلفة، ورمي الجمرات، وحلق الشعر، وطواف الوداع.


التوقيت:

يُؤدى الحج في شهر ذي الحجة بينما يُمكن أداء العمرة في أي وقت من العام. هذا الفارق في التوقيت يُظهر التفضيل الشديد للحج.


الوقت المطلوب لتأديتهما:

العمرة يمكن أن تستغرق ساعات قليلة فقط بينما الحج يتطلب وقتًا أطول، وعادة ما يستغرق حوالي خمسة إلى ستة أيام.  

 

في نهاية المقال يتبين أن الحج والعمرة مختلفان بشكل كبير عن بعضهما البعض من حيث الأهمية والتوقيت والأعمال الواجبة والوقت المطلوب والأركان.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال