ما الفرق بين القراءة والتلاوة والترتيل؟

ما الفرق بين القراءة والتلاوة والترتيل؟


القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو المعجزة الخالدة التي تحدى بها الله تعالى البشر أجمعين. وقد حث الله تعالى المسلمين على قراءة القرآن وتدبره وجعله من أحب الأعمال إلى الله تعالى.

ولكن هناك فرق بين القراءة والتلاوة والترتيل حيث أن كل منها له معناه الخاص وأحكامه التي يجب مراعاتها، في هذا المقال سوف نجيب على هذا السؤال الذي لربما تبحث عنه: ما الفرق بين القراءة والتلاوة والترتيل؟ ، إذًا دعونا نتكلم عن مفهوم كل من هذه المصطلحات وأنواعها وشروطها في حال الوجود والفرق بينها. 


مفهوم القراءة

مفهوم قراءة القرآن الكريم هو نطق الحروف والكلمات كما هي مكتوبة في المصحف الشريف مع مراعاة أحكام التجويد.

وقراءة القرآن الكريم لها أهمية كبيرة في الإسلام فهي عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى كما أنها وسيلة لفهم معاني القرآن الكريم وأحكامه.

كما ذكر القرآن الكريم مصطلح القراءة في أكثر من آية في الكتاب الكريم كما في قوله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) {النحل:98}، وفي موضع آخر:  (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) {الإسراء:14} 

آداب قراءة القرآن الكريم

هناك آداب يجب مراعاتها عند قراءة القرآن الكريم منها:

  • الحرص على الاستعاذة: يبدأ القارئ بتلاوة القرآن الكريم بالاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم وذلك لمنع الشيطان من الوسوسة له أثناء القراءة وفي هذا الصدد قال المولى عز وجل في كتابه المجيد: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل: 98]
  • الاستماع والإنصات: يجب على القارئ أن يستمع ويتأمل في معاني الآيات التي يتلوها وأن يحرص على فهمها جيدًا وفي هذا الصدد قال المولى عز وجل: 
    وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204]
  • الخشوع والتدبر: يجب على القارئ أن يقرأ القرآن الكريم بخشوع وتدبر وأن يشعر أنه يناجي الله تعالى وأن يحرص على فهم معاني الآيات وتطبيقها في حياته وفي هذا الصدد قال المولى عز وجل: 
    أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء: 82]
  • القراءة بترتيل: يقصد بالترتيل إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة مع مراعاة الوقف والابتداء واحترام أحكام الوقف وفي هذا الصدد قال المولى عز وجل: 
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]

  •  القراءة على مكث: يقصد بالقراءة على مكث القراءة ببطء وعناية مع مراعاة الفهم والتدبر وفي هذا الصدد قال المولى عز وجل: 
وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا [الفرقان: 32]


ما هي التلاوة؟

التلاوة هي قراءة القرآن الكريم بصوت حسن وأداء حروفه وأحكامه على الوجه الصحيح مع مراعاة الوقف والابتداء واحترام أحكام الوقف.

وهناك فرق بين القراءة والتلاوة حيث أن القراءة هي مجرد نطق الحروف والكلمات أما التلاوة فهي القراءة بترتيل وخشوع أي أنها تتضمن القراءة مع مراعاة أحكام التجويد.

وتعتبر التلاوة من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى فهي عبادة تتطلب بذل الجهد والوقت كما أنها وسيلة لفهم معاني القرآن الكريم وأحكامه.

ومن أبرز الآيات التي ذكر فيها مصطلح التلاوة في القرآن الكريم:
    (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا) {الكهف:27}
      (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ) {الشعراء:69}
        (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ) {البقرة:121}

        شروط تلاوة القرآن

        هناك العديد من الشروط التي يجب مراعاتها عند تلاوة القرآن الكريم منها:
        1. الطهارة: يجب أن يكون القارئ على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
        2. النية: يجب أن يكون القارئ قاصدًا بتلاوته وجه الله تعالى.
        3. الوقوف عند حدود الآيات: يجب أن يقف القارئ عند حدود الآيات وعدم الجمع بين آيتين في قراءة واحدة.
        4. تجنب الأخطاء: يجب على القارئ أن يحاول تجنب الأخطاء عند تلاوة القرآن الكريم وذلك من خلال تعلم أحكام التجويد.

        معنى الترتيل

        الترتيل هو إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة مع مراعاة الوقف والابتداء واحترام أحكام الوقف.
        • معنى الترتيل في اللغة العربية: الترسل في القول وإرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة.
        • أما معنى الترتيل في القرآن الكريم: هو تلاوة القرآن الكريم بصوت حسن وأداء حروفه وأحكامه على الوجه الصحيح مع مراعاة الوقف والابتداء واحترام أحكام الوقف.
        ويعتبر الترتيل من أفضل الطرق لقراءة القرآن الكريم حيث أنه يجمع بين النطق الصحيح وفهم المعاني ولذلك حث الله تعالى المسلمين على قراءة القرآن الكريم بترتيل فقال تعالى:
        (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) {المزمل: 4}، حيث هنا معنى الآية الكريمة: واقرأ القرآن الكريم بتأني وصوت حسن وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة.

        طرق تعلم ترتيل القرآن

        هناك العديد من الطرق لتعلم الترتيل منها:
        1. الاستماع إلى القراء المتقنين للترتيل.
        2. تلقي العلم من أهل العلم والتخصص.
        3. الممارسة المستمرة لقراءة القرآن بترتيل.

        فوائد الترتيل

        • الترتيل يعين على فهم معاني القرآن الكريم.
        • يشعر القارئ بالخشوع والطمأنينة.
        • يساعد على الوقاية من الوقوع في الأخطاء عند قراءة القرآن الكريم.

        أحكام الترتيل

        تشمل أحكام الترتيل ما يلي:
        1. أحكام التجويد: وهي القواعد التي تحدد كيفية نطق الحروف والكلمات مثل إظهار النون الساكنة والتنوين وإدغام النون الساكنة والتنوين وإخفاء النون الساكنة والتنوين والهمزة وأنواع الوقف والابتداء وغيرها.
        2. الوقف والابتداء: وهو قطع القراءة أو وصلها وذلك حسب ما تقتضيه قواعد اللغة العربية وأحكام التجويد.
        3. الخشوع: وهو حضور القلب أثناء القراءة وشعور القارئ بأنه يناجي الله تعالى.

        ما الفرق بين القراءة والتلاوة؟

        القراءة والتلاوة هما كلمتان متشابهتان ولكنهما تختلفان في المعنى.
        1. القراءة هي مجرد نطق الحروف والكلمات أما التلاوة فهي القراءة بترتيل وخشوع.
        2. القراءة قد تكون للكلمة الواحدة أو للحرف الواحد أما التلاوة لا تكن إلا لكلمتين فصاعداً.
        3. علاوة على ذلك القراءة قد تكون صامتة أو جهرية أما التلاوة فهي جهرية دائمًا.

        الفرق بين التلاوة والترتيل

        1. التلاوة هي القراءة بترتيل أما الترتيل فهو جزء من التلاوة.
        2. التلاوة تتضمن القراءة بترتيل بالإضافة إلى الوقف والابتداء.
        3. الترتيل هو إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة مع مراعاة الوقف والابتداء.

        الفرق بين القراءة والترتيل

        1. القراءة هي مجرد نطق الحروف والكلمات أما التلاوة فهي القراءة بترتيل وخشوع.
        2. التلاوة لا تكن إلا لكلمتين فصاعداً أما القراءة قد تكون للكلمة الواحدة أو للحرف الواحد.
        3. القراءة قد تكون صامتة أو جهرية أما التلاوة فهي جهرية دائمًا.

        ختامًا نجد أن القراءة والتلاوة والترتيل هي أمور أساسية في التعامل مع القرآن الكريم؛ فالقراءة هي شرط لفهم القرآن الكريم والتلاوة هي كمال القراءة والترتيل هو غاية التلاوة، ولذلك يجب على كل مسلم أن يعرف الفرق بين كل مفهوم ويحرص على قراءة القرآن الكريم وتدبره ويكون من أهل تلاوته الجميلة والترتيل الحَسَن والفوز بما عند الله من حسنات. 

        نرجو أن يكون المقال قد أجاب بشكل وافٍ عن الفرق بين القراءة والتلاوة والترتيل مع النقاط الأخرى المتعلقة بكل جانب. 

        إرسال تعليق

        أحدث أقدم

        نموذج الاتصال