الفرق بين النبأ والخبر
يكمن الفرق بين النبأ والخبر في عدة
نواحي، فالنبأ يتعلق بحدث مفاجئ ومهم في الوقت الحاضر مما يكون له تأثير في
المتلقي، أما الخبر فيعرض الحدث المتكرر والمتزامن ويصف أحداثه، فمن المهم معرفة
الفرق بينهم وتمييز النبأ عن الخبر مما سيساعدنا في فهم الأحداث بشكل أفضل وفهمها
وتحليلها بدقة أكثر وتجنب الخلط بينهما:
تعريف النبأ
يشير إلى شيء عاجل ومهم يتعلق بحدث ما
وينقل بشكل مباشر وله تأثير في القراء والمستمعين مما يثير الدهشة والاهتمام
لديهم، وفي الغالب يتم نشره بشكل فوري وسريع في وسائل الإعلام، ولكن يحتاج للتأكيد
قبل نشره فهو عادةً ما يكون مجهول المصدر أو غير متأكد منه وذلك في السياق
الإعلامي وبين الأفراد، من الأمثلة على النبأ: اكتشف علماء الفلك كوكبًا جديدًا،
خبر عاجل عن سقوط طائرة ركاب في مكان ما، ...الخ.
تعريف الخبر
وهو ما يُنقل عن شيءٍ ما، سواءً كان
عاديًا أو غير عادي، وهو مجموعة من الأحداث التي تحدث بشكل متكرر، قد يكون للخبر
تأثير بسيط أو كبير وذلك حسب أمية الخبر، ويتم جمعه من مصادر معروفة وأحيانًا
مجهولة وهذه المصادر قد تكون من الصحف أو المجلات أو التلفزيون والإنترنت، ويتم
نقل الأخبار المهمة والمفصلة بعد جمعها وتفصيلها والتأكد منها، وغالبًا ما يتم
نشرها في وقت لاحق بعد وقوع الحدث، من أمثلة الخبر: أسعار النفط الدولية، تقرير
حول نتائج الانتخابات، ...الخ.
النبأ والخبر في القرآن الكريم
يحمل مصطلحي النبأ والخبر في القرآن
الكريم دلالات عديدة، وتوجد بعض الاختلافات بينهما، فالنبأ في اللغة يعني الظهور
وكما يقول أهل اللغة أن النبأ أعظم من الخبر وأهم منه، وفيه فائدة مهمة للمتلقي
كما ورد في القرآن الكريم (وجئتك من سبأ بنبأ يقين) [النمل 22]، والنبأ في
القرآن الكريم جاء أعظم من الخبر كما في قوله تعالى (قُلْ هُوَ نَبَؤٌاْ
عَظِيمٌ) [ص 67] ، (عَنِ النَّبَأِ العَظْيِم) [النبأ 2] ،وقد وردت
كلمة النبأ في القرآن لتروي لنا أخبار الرسل والأنبياء الماضية كما في الآيات (ألم
يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب عظيم) [التغابن
5] والآية (وكلًا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه
الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) [هود 120]،
أما الخبر فقد استعمله القرآن الكريم في
موطنين في قصة موسى عليه السلام في الآيات (قَالَ لِأَهْلِهِ إنّي آنَسْتُ نَارًا
لَعلِّي آتِيكُم مِنهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذوةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُم
تَصْطَلُونَ) [القصص 2] (إِذْ قَاْلَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنّي آنَسْتُ
نَارًا سَآتِيكُمْ مِنهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلّكُمْ
تَصْطَلُونَ) [النمل 7]، وجاء الخبر في صيغة العلم بالشيء ومعرفته كما في الآية
(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) [الكهف 68]
ربما أصبح الفرق بين النبأ والخبر
واضحًا لكم بعد معرفة أهمية كل منهما ودلالتهما في سياق الكلام والحديث ومتى يتم
استخدام كلًّا منهما بوضوح.