يُعدُّ الصيام في شهر رمضان المبارك
أحد أركان الإسلام الخمسة، وتُمثل الأيام العشرة الأخيرة منه فرصة استثنائية لن
تتكرر في أي يوم من أيام السنة، وذلك لما فيها من الأجر العظيم وأفضل ما يُذكر في هذه
الأيام العشر هي ليلة القدر، حيث أفضل أيام هذا الشهر المبارك ومبتغى كل مسلم أن
يخرج من هذا الشهر الفضيل وقد جعله الله ممن أعتقه من النار وغفر له ونال العبد
رضا ربه سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا
غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري،
هذا الحديث دليل على فضل صوم رمضان
وعظيم أجر الأعمال الصالحة فيه، وكما هو معلوم بأنه في العشر الأخير من رمضان تكون
ليلة القدر وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها في الليالي الوترية أي
في ليلة 21 و23 و25 و27 و29 من رمضان ولم يحددها بدقة رغم معرفته بها وذلك لكي
نجتهد في كل الليالي وألّا نجتهد في ليلة القدر بعينها فقط إن علمنا متى تكون من
كل عام.
ولكن السؤال الأهم والذي من أجله نكتب هذا المقال: ماذا يجب أن تفعل في هذه الليالي العظيمة؟، أي ما هي الأعمال والطاعات التي ترفع من درجاتك وتقربك من الله تعالى؟، وكيف تستغلها أحسن استغلال كون أنها فرصة عظيمة ولا تتكرر إلا مرةً واحدة في السنة؟
فيما يلي سنذكر أفضل 7 عبادات تقوم بها في العشر الأواخر من رمضان وخصوصًا في الليالي الوترية عسى أن توافق ليلة القدر وقد فعلت هذه العبادات معظمها أو جميعها؛ فتنال الأجر والثواب بإذن الله إن أخلصت لله تعالى وابتغيت ما عنده من المغفرة وطلبت منه رغباتِ ليحققها لك وزيادة الحسنات والرزق والطمأنينة وكل ما يخطر ببالك.
أفضل 7 طاعات وعبادات تفعلها في العشر الأواخر من رمضان:
- قيام الليل: من أفضل العبادات التي تقربك من الله
تعالى حيث أنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فتقوم بين يديه وتصلي له ما
شاء الله أن تصلي وتقرأ كلامه وتسجد بين يديه طالباً منه مرضاته وعفوه.
- تلاوة القرآن: ما أجمل أن تقرأ
كلام الله وترتل آياته وتتدبرها وتكثر من تلاوته وفي شهر رمضان يجب أن تقرأ وتتدبر
كلام الله وتحاول أن تختم ختمة كاملة في العشر الأواخر.
- الاستغفار وذكر الله: الاستغفار يمحو
السيئات التي لديك ويرفع درجاتك ويقربك من الله ومن ذكر الله ذكره الله وكان الله
معه، من صيغ الاستغفار: استغفر الله وأتوب إليه، استغفر الله العظيم وأتوب إليه. فأكثر
من الاستغفار..
- الاعتكاف في المسجد: إن كان بإمكانك أن
تعتكف طيلة العشر الأواخر في المسجد فافعل، وإن كان ذلك شاقاً عليك لسبب ما فحاول
أن تعتكف ولو يوماً واحداً، لما لهذه العبادة من أجر عظيم، كيف لا وأنت تترك
الدنيا وتعتكف وتتوجه إلى بيت الله وتلتزم بعبادة الله وحده وتصوم وتفطر وتصلي فيه!
- الحرص على التوبة الصادقة: تُب إلى الله كل
يوم وصل ركعتين وادعُ الله أن يتوب عليك فمن منا لم يذنب! واستكثر من الدعاء وطلب الغفران من
الله تعالى.
- الحرص على فعل الخير ومساعدة الآخرين: مد يد العون لأهلك
ولجيرانك وأصدقائك ولمن بحاجة إلى مساعدة في كل الأوقات لتزيد من حسناتك فما بالك
بأفضل الأيام!
- شغل النفس بالعبادة وترك الملهيات: حاول الابتعاد عن
كل ما يشغلك عن الطاعة كالتلفاز والخروج مع أصدقائك أو الاجتماعات العائلية الغير
ضرورية ومواقع التواصل التي ستبقى ولن تهرب ولن تنفعك أكثر من عبادتك لله، هذه
الأيام كما قلت لن تتكرر بعد شهر وليلة القدر تعدل 83 سنة!! فانشغل بعبادة الله
وركز على القيام بأحب الأعمال إلى الله.
نصائح ذهبية لاغتنام العشر الأخير من رمضان:
- التخطيط المسبق: يُنصح المسلم بالتخطيط المسبق لكيفية قضاء العشر الأواخر من رمضان، وذلك لكي يستغلها أفضل ما يمكن، يمكنك أن تضع لنفسك خطة بالأعمال التي ستقوم بها في هذه الأيام العشر.
- التنظيم الذاتي: ويكون ذلك بتنظيم الوقت بشكل جيد لكي يؤدي جميع الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان.
- الصبر والمثابرة: من المهم التحلي بالصبر والمثابرة في العشر الأواخر من رمضان حتى آخر ليلة منه؛ ففيها يُضاعف الله الأجر والثواب، وكن صبورًا وادعُ بإلحاح وأكثر من الدعوات لك ولأهلك ولأقربائك وللمسلمين وللأحياء والأموات.