ما الفرق بين النظر والبصر؟


منذ أن بدء الله الخلق، أنعم علينا بحواس خمسة ولكن حظيت حاسة البصر بمكانة خاصة بينها، فهي بوابة الإنسان على العالم الخارجي المحيط بنا، ووسيلة لفهم ما حولنا وتفسيره، ولكن نقول نظرنا للشيء وتارة أخرى نقول حاسة البصر هي التي نبصر لها، ولكن قد لا يعرف الكثير منا هو النظر والبصر ليسا مترادفين، بل هما مفهومان مترابطان ويختلفان في المعنى والوظيفة.

في هذا المقال سوف نتحدث سويةً عن تعريف النظر والبصر لغةً واصطلاحًا وما الفرق بينهما من الناحية العلمية واللغوية والفرق بينهما في القرآن الكريم بالأمثلة وفق ما وردت في بعض المواضع، وسنعرض بعض الأمثلة للتفريق بين النظر والبصر، بالإضافة إلى أهمية النظر والبصر في حياتنا. 

تعريف النظر

لغةً: المشاهدة بالعين، يُقال: نظرت إلى الشيء، أنظر إليه نظرًا.
اصطلاحًا: هي عملية فيزيولوجية تتم من خلال العين، حيث تستقبل الضوء المنعكس وتحوله إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى الدماغ، ويمكن تعريف النظر باختصار بأنها رؤية الأشياء بالعين المجردة والتركيز على شيء محدد بدون استخدام العقل، وبالتالي عدم الإحاطة بالشيء المرئي، وهذا يحدث بكثرة في حياتنا اليومية، كأن ترى شيئًا ما، ولو سألك أحدٌ بعد ذلك عن لونه فلا تعرف.

تعريف البصر

لغةً: هو النظر الدقيق إلى الأشياء ومعرفتها.
اصطلاحاً: هو القدرة على تفسير وفهم المعلومات التي تُرسلها العين إلى الدماغ، وإدراك الأشياء التي يتم النظر إليها بالعين المجردة بواسطة العقل والتركيز والإحاطة الكاملة بالشيء المرئي وترجمة الصور البصرية إلى معنى. 

الفرق بين النظر والبصر

يتمثل الفرق بين النظر والبصر بشكل عام وأقرب لأن يكون علمي من خلال النقاط التالية: 
  • النظر هو عملية فيزيولوجية، بينما البصر هو عملية عقلية.
  • في النظر تركز العين على شيء محدد، بينما البصر هو إدراك وفهم ما تشاهده العين.
  • يمكن أن يكون النظر عملية لا إرادية، أما البصر هو عملية إرادية.
  • النظر يمكن أن يتأثر بعوامل خارجية مثل الضوء، أما البصر يتأثر بعوامل داخلية مثل الخبرة والذاكرة.

الفرق بين النظر والبصر في القرآن الكريم

ذُكرت كلمتا النظر والبصر بالقرآن الكريم في مواطن كثيرة، نذكر منها بعض الآيات التي ترشدنا إلى الفرق بين النظر والبصر من كلام الله تعالى:  

  • (وَتَراهُم يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونْ) [الأعراف 198] ، في هذه الآية بيّن الله لنا أن النظر ليس كالبصر بتاتًا أي أن البصر هو الإدراك والتفكر في آيات الله واتباع طريق الصواب. 
  • (قُلْ لِلّمُؤمِنِيْنَ يَغُضُّوا مَنْ أَبْصَارِهِمْ) [النور31]، أمرنا الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بغض البصر عما حرّم الله ولم يقل يغضوا من نظرهم وذلك لأن النظرة غير مؤاخذين عليها أما إذا نظرت مرة ثانية وأمعنت النظر وتداخل معه التركيز والإدراك وتحركت الأحاسيس الفطرية فإن النظر يتحول إلى بصر ويتحول للدماغ مما يحرك الغرائز الإنسانية، هذه الآية مفادها عدم النظر إلى ما حرّم الله سبحانه وتعالى واتباع أمر الله للفوز برضاه، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا ويعلم تكويننا وماذا ستكون عاقبة تلك النظرات في نفس الإنسان لذلك من حكمة الله تعالى أن أمرنا بغض البصر عن محارم الله.

أمثلة عن الفرق بين النظر والبصر

المثال الأول: 
الانتباه أثناء قيادة السيارة

  • النظر: عندما تقود سيارتك، فأنت تركز على الأشياء المهمة فقط كالطريق الذي أمامك والسيارات التي تقترب منك، ولكنك لا ترى كل شيء في نفس الوقت. 
  • البصر: عند مشاهدة إشارة المرور فأنت تنظر إلى لون الإشارة وتدرك معنى تلك الإشارة، ولكنك لا تدقق في اللون وحجم الإشارة.
المثال الثاني: 
الرؤية عند الشخص الطبيعي والمصاب بعمى الألوان

  • النظر: يمكن لشخص أعمى أن ينظر إلى شيء ما، لكنه لا يستطيع رؤيته
  • البصر: يمكن لشخص مصاب بعمى ألوان أن ينظر إلى شيء ما، لكنه لا يستطيع تمييز الألوان وإدراكها.
المثال الثالث:
رجل كبير في السن يعاني من ضعف النظر

  • النظر: يمكن لشخص يعاني من ضعف نظر أن ينظر إلى شيء ما، ولكنه قد لا يستطيع رؤيته بوضوح.
  • البصر: شخص مصاب باضطراب نفسي يمكن أن ينظر إلى شيء ما، لكنه قد لا يستطيع تفسير وفهم ما يره بشكل صحيح.

في الختام، النظر والبصر هما مفهومان مترابطان ولكن بمعنى مختلف، فالنظر هو بداية الإبصار وبوابة العين على العالم الخارجي ولا يتم استخدام العقل فيه، أما البصر فهو القدرة على تفسير وفهم المعلومات التي ترد إلى الدماغ عن طريق العين ثم إدراكها والتركيز عليها. 


ويُعد التمييز بين النظر والبصر أمرًا هامًا لفهم كيفية عمل حاسة البصر بشكل أفضل، ولتشخيص اضطرابات البصر بشكل أفضل وأدق، ومن الممكن أن يساعد فهم الفرق بين النظر والبصر على تطوير تقنيات جديدة تساعد في علاج الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية.


آخر تعديل السبت (2024/3/23)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال